پادکست صوتی «ما بين حبّ و حبّ»

تصویر شاخص
نوع

پادکست صوتی

شاعر

نزار قبانی

زبان

عربی فصیح

مدت زمان

۷:۲۳

سطح (زبانی)

متوسط

 

نزار قبانی در دنیای عرب از شهرتی بی‌همتا برخوردار است. شعر او به اکثر زبان‌های دنیا ترجمه شده‌است و خوانندگانی بی‌شمار دارد. قصیده ما بین حب وحب یکی از زیباترین اشعار نزار قبانی است که‌ مضمون عاشقانه دارد.

________________

و ما بين حُبٍّ وحُبٍّ.. أُحبُّكِ أنتِ..

و ما بين واحدةٍ ودَّعَتْني..

و واحدةٍ سوف تأتي..

أُفتِّشُ عنكِ هنا.. وهناكْ..

كأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ..

كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ..

فكيف أُفسِّرُ هذا الشعورَ الذي يعتريني

صباحَ مساءْ..

و كيف تمرّينَ بالبالِ، مثل الحمامةِ..

حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟.

و ما بينَ وعديْنِ.. وامرأتينِ..

و بينَ قطارٍ يجيء و آخرَ يمضي..

هنالكَ خمسُ دقائقَ..

أدعوكِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ..

هنالكَ خمسُ دقائقْ..

بها أطمئنُّ عليكِ قليلا..

و أشكو إليكِ همومي قليلا..

و أشتُمُ فيها الزمانَ قليلا..

هنالكَ خمسُ دقائقْ..

بها تقلبينَ حياتي قليلا..

فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ..

هذا التمزُّقَ..

هذا العذابَ الطويلا الطويلا..

و كيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟

و كيف يكونُ النفاقُ جميلا؟…

و بين كلام الهوي في جميع اللّغاتْ

هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ..

و شِعْرٌ.. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ..

و ما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة.. يوجد وقتٌ

يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ

و ما بين نُقْطَة حِبْرٍ..

و نُقْطَة حِبْرٍ..

هنالكَ وقتٌ..

ننامُ معاً فيه، بين الفواصلْ..

و ما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ

هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ

تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ..

و في اللحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النساءْ

كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ

و تصبحُ فيها ممارسةُ الجنسِ..

ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَهْ

و في اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها..

و لا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شعرَ، لا نثرَ،

لا شيءَ فيها..

أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق

عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها…

و في لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السقوطِ، الفراغ، الخِواءْ.

و في لحظات انتحار الأماني، وموتِ الرجاءْ

و في لحظات التناقضِ،

حين تصير الحبيباتُ، والحبُّ ضدّي..

و تصبحُ فيها القصائدُ ضدّي..

وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتْني على العرش- ضدّي

وفي اللحظات التي أتسكَّعُ فيها على طُرُق الحزن وحدي..

أُفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ..

فتغدو حياتي حديقةَ وردِ..

و في اللحظاتِ القليلةِ..

حين يفاجئني الشعرُ دونَ انتظارْ

و تصبحُ فيها الدقائقُ حُبْلى بألفِ انفجارْ

و تصبحُ فيها الكتابةُ فِعْلَ انتحارْ..

تطيرينَ مثل الفراشة بين الدفاتر والإصْبَعَيْنْْ

فكيف أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟

و كيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟

وكيفَ أُجَاملُ غيركِ؟

كيفَ أجالسُ غيركِ؟

كيفَ أُضاجعُ غيركِ؟ كيفْ..

و أنتِ مسافرةٌ في عُرُوق اليدينْ…

و بين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ.

و بين مئات الوجوه التي أقنعتْني .. و ما أقنعتْني

و ما بين جرحٍ أُفتّشُ عنهُ، و جرحٍ يُفتّشُ عنِّي..

أفكّرُ في عصرك الذهبيِّ..

و عصرِ المانوليا، و عصرِ الشموع، و عصرِ البَخُورْ

و أحلم في عصرِكِ الكانَ أعظمَ كلّ العصورْ

فماذا تسمّينَ هذا الشعور؟

و كيفَ أفسِّرُ هذا الحُضُورَ الغيابَ، وهذا الغيابَ الحُضُورْ

و كيفَ أكونُ هنا.. وأكون هناكْ؟

و كيف يريدونني أن أراهُمْ..

و ليس على الأرض أنثى سواكْ

أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ..

و أشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ

و يعثر دوماً لساني..

فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها..

و أُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ..

بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ..

و بينَ خطوط يديها..

و أشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ…

حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها..

و أشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ..

حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، و بين حنيني إليها..

فماذا تسمّينَ هذا؟

ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً..

و كيف أكونُ لديكِ؟

و أزعُمُ أنّي لديها..

قیمت

رایگان